تكافح هونغ كونغ للتعافي منذ جائحة كوفيد-19، مع تزايد موجة إغلاق الأعمال، وخصصت الحكومة 1.09 مليار دولار هونغ كونغ (139.497 مليون دولار أميركي) لتعزيز السياحة في ميزانية 2024.

واستقبلت المدينة أكثر من 180 ألف مسافر من البر الرئيسي عبر الحدود في اليوم الأول من عطلة الأسبوع الذهبي، وكان هناك عدد قليل جداً من السياح يرتادون المحلات الفاخرة في شارع التسوق الشهير كانتون رود في تسيم شا تسوي، ما يجعل الأمر يتناقض بشكل صارخ مع الحشود الموجودة في أشهر مواقع «جولات السير السياحية»، فما هي وما أسباب شهرتها؟

كانت السائحة الصينية لورا لي، ترتدي فستاناً وردياً مشرقاً وزوجاً من النظارات الشمسية، مشغولة بالتقاط الصور خارج مركز شرطة ياو ما تيه القديم، وهو موقع تصوير شهير لأفلام متعددة «ينصح بزيارته»، وفقاً لمؤثرين عدة على منصة التواصل الاجتماعي الصينية شياو هونغشو (Xiaohongshu) أو الكتاب الأحمر الصغير، وهي النسخة الصينية من «إنستغرام».

ومن مقاطعة لياونينغ الشمالية الشرقية، كانت هذه هي المرة الأولى التي تزور فيها لي هونغ كونغ مع ابن عمها دييغو دينغ خلال عطلة الأسبوع الذهبي لعيد العمال في الصين.

لي، 27 عاماً، ودنغ، 20 عاماً، هما من الجيل زد في الصين، الذين لا ينخرطون في التسوق في المتاجر الفاخرة عندما يزورون هونغ كونغ، بل يختارون القيام بجولة في المدينة لمدة يومين لاستكشاف الأحياء المحلية.

جولات السير على الأقدام

اكتسبت جولات السير على الأقدام بغرض استكشاف الأماكن الحضرية في هونغ كونغ شعبية بين الشباب من البر الرئيسي للصين بعد جائحة كوفيد-19.

وبجانب مركز شرطة ياو ما تي القديم، أنفق لي ودنغ أيضاً 20 دولار هونغ كونغ (2.56 دولار أميركي) لرؤية هونغ كونغ من تليسكوب المراقبة، وقاموا أيضاً بزيارة ميناء فيكتوريا، حيث التقطوا صوراً لمحاكاة لي كا شينغ، أحد أكثر رجال الأعمال نجاحاً في آسيا، وهو طريقة تصوير دارجة وسريعة الانتشار شوهدت على تطبيق شياو هونغشو، وتهدف إلى جلب الحظ السعيد من خلال تقليد «الأشخاص الناجحين».

وأرجعت «لي» خطط سفرها إلى «عقلية القطيع»، إذ أرادت أن تتبع السياحة الدارجة بين الشباب وتوثق رحلاتها وتشاركها معهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

كانت لي تسافر بشكل أساسي عبر شبكة السكك الحديدية العامة في المدينة، وكانت تخطط للإنفاق حيثما كان ذلك ضرورياً، كي تدخر كلما أمكن ذلك، ولهذا السبب أيضاً قررت المبيت في مدينة شنتشن الحدودية بدلاً من هونغ كونغ.

وقالت «بالسعر نفسه، يمكنني الإقامة في شنتشن في فندق يتمتع ببيئة أفضل ومساحة أكبر وخدمة أفضل، لقد استغرق الأمر نحو ساعة واحدة فقط للوصول إلى هنا».

وأنفقت لي نحو 500 دولار هونغ كونغ (63.99 دولار أميركي) ليوم كامل، شاملة أسعار النقل وتذاكر تليسكوب المراقبة والطعام.

وقال دانييل ليونج، الأستاذ المساعد في كلية إدارة الفنادق والسياحة بجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، لرويترز إن التحول في أسلوب السفر وعادات الإنفاق بالنسبة للسياح من البر الرئيسي للصين، أكبر سوق مُصدر للزوار لهونغ كونغ، يرجع بشكل أساسي إلى بطء وتيرة التعافي الاقتصادي في البر الرئيسي للصين، والتغير في دوافع السفر بعد الجائحة، خاصة بين الجيل زد.

(رويترز)