توصلت نورفولك ساوثرن الأميركية إلى تسوية بقيمة 600 مليون دولار، إذا وافقت عليها المحكمة، ستحل جميع الدعاوى القضائية التي تغطي آلاف السكان على بعد 20 ميلاً من ولاية أوهايو حول انحراف أحد قطاراتها عن مساره، ما تسبب في تسرب أكثر من مليون رطل من المواد الكيميائية الخطرة في التربة والماء والهواء.

وقالت شركة السكك الحديدية إن التسوية تهدف إلى تعويض التكاليف المتعلقة بالتسرب الذي أرسل عموداً من الدخان السام في الهواء وأدى إلى تشريد العديد من السكان والشركات، لكن نورفولك ساوثرن لم تعترف بأي مسؤولية أو مخالفات نتيجة للتسوية.

وتسمح تسوية الدعوى الجماعية، التي ضمت 31 حالة منفصلة، للمقيمين على بعد 10 أميال من الانحراف عن المسار بالحصول على تعويض إضافي.

في ملف المحكمة يوم الثلاثاء، قال المدعون إنهم يتوقعون تقديم طلب للقاضي للموافقة على التسوية في غضون 10 أيام، بينما أوضح المحامون الذين يمثلون المدعين أنهم يأملون في جعل عملية المطالبات سهلة وفعالة والبدء في إرسال المدفوعات بحلول نهاية عام 2024.

أعراض جانبية للحادث

وعقب خروج قطار الشحن نورفولك ساوثرن عن مساره تم أمر السكان بالإخلاء مؤقتاً، ويقول مسؤولو البيئة في الولاية والحكومة الاتحادية إن الاختبارات تظهر أن الهواء والماء في البلدة آمنان الآن، لكن بعض السكان ما زالوا يشكون من مشكلات صحية، بما في ذلك حرقان في عيونهم، ووخز في شفاههم، وثقل في صدرهم، وتورم في الغدد الليمفاوية في أعناقهم وأفخاذهم.

وتقول الشركة منذ ذلك الحين إنها أنفقت 104 ملايين دولار كمساعدات مجتمعية لفلسطين الشرقية والمناطق المحيطة بها، و4.3 مليون دولار لتطوير البنية التحتية لمياه الشرب في المنطقة، و500,000 دولار للتنمية الاقتصادية، من بين مساهمات أخرى للمدينة المنكوبة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 5000 نسمة.

أوضحت العديد من الدعاوى القضائية الجماعية أن الشركة لم تفعل ما يكفي لمعالجة المواد الكيميائية السامة التي أُطلِقت في المنطقة، كما ألقوا باللوم على نورفولك ساوثرن بسبب الإهمال.

الأسماك من ضحايا الحادث

يشير آخر تحديث لوكالة حماية البيئة في أعقاب الانحراف عن المسار إلى أنه من بين العديد من التغييرات في بيئة المنطقة لوحظ عدد من الأسماك الميتة من قبل موظفي التيار أثناء أدائهم مهامهم الروتينية في الخامس من أبريل نيسان الجاري.

وحدد التحقيق أن الأسماك نفقت عند السباحة عبر المضخات التي تحول المياه من مسار الكبريت، وطلبت وكالة حماية البيئة من نورفولك ساوثرن معالجة التيار وتحديد خطة أفضل.

واتخذت الشركة عدداً من القرارات المشكوك في أمرها، من ضمنها حريق هائل أدى إلى إطلاق مواد كيميائية سامة في الهواء عقب ثلاثة أيام من انحراف القطار عن مساره، وأشارت السكك الحديدية إلى أن هناك خطراً وشيكاً لانفجار خارج نطاق السيطرة إذا لم تُطلق المواد الكيميائية وتحرق.

وقيل للمسؤولين عن الأرض الذين سمحوا بالحريق المتحكم فيه إن أمامهم دقائق فقط لاتخاذ القرار قبل الانفجار.

(دافيد غولدمان-CNN)