أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الأربعاء، الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند نطاق يتراوح بين 5.25% و5.50% وذلك للمرة السادسة على التوالي، في الوقت الذي يكافح فيه البنك لخفض التضخم تجاه المستهدف وهو اثنين في المئة.

وبذلك يبقي الاحتياطي الفيدرالي على النطاق المستهدف لسعر الفائدة عند المستوى الحالي منذ يوليو تموز 2023.

ولا يشكل القرار الأخير مفاجأة، بل يعكس توقعات المحللين ويؤكد -إلى حد كبير- ما قاله مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الآخرون في خطاباتهم الأخيرة، وهو أن البنك لا يفكر حتى الآن في خفض أسعار الفائدة.

يتردد صناع السياسة النقدية في البدء في خفض تكاليف الاقتراض حتى يتأكدوا من أن التضخم يقترب من المستهدف البالغ 2 في المئة، وهو المعدل الذي يرونه مناسباً لاقتصاد سليم.

ووصل التضخم الأساسي في مارس آذار 2024 إلى 3.8 في المئة، بينما بلغ التضخم العام 3.5 في المئة، انخفاضاً من 5.6 و5 في المئة على الترتيب مسجلة في الشهر ذاته من العام الماضي.

وحقق الفيدرالي تقدماً كبيراً في خفض التضخم إلى هدفه البالغ اثنين في المئة، بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً في عام 2022، إلّا أن هذا التقدم لم يتوقف عند وتيرة بعينها فحسب، بل أصبح مهدداً بالتراجع، ما دفع مسؤولي البنك المركزي إلى التأخير بشأن خفض الفائدة.

وعلى الرغم من توقعاتهم بثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة لعام 2024، فمن المرجح أن يشير رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمره الصحفي المقرر الليلة إلى أن هذه الخطط معلقة وستعتمد على انحسار التضخم.

وكان باول أشار، في أبريل نيسان الماضي، إلى أنه لم يتم إحراز المزيد من التقدم بشأن التضخم، كما أرجع ثبات تقارير التضخم الأخيرة أكثر من المتوقع ببساطة إلى «التقلبات الموسمية».

وكان باول يؤكد باستمرار أن أول خفض لسعر الفائدة من المرجح أن يكون لاحقاً هذا العام، لذلك تراقب وول ستريت ما إذا كان باول سيحتفظ بهذا الرأي.

وفي السياق ذاته، كان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، قد قال قبل بضعة أسابيع، إن هناك احتمالاً ألا يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف بخفض أسعار الفائدة على الإطلاق في 2024.

متى سيكون الخفض الأول لسعر الفائدة؟

لم تكن وول ستريت تراهن بالفعل على خفض أسعار الفائدة في شهر مايو أيار، لكن بعض المحللين يتوقعون أن الخفض الأول قد يأتي في وقت ما في الصيف، ويتوقع المحللون في غولدمان ساكس وجي بي مورغان ونومورا أول خفض لأسعار الفائدة في يوليو تموز.

ووفقاً لأداة فيد ووتش، توقع المستثمرون إمكانية إجراء خفض أولي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقرر في سبتمبر أيلول.

وفي الوقت ذاته، توقع المحللون في ويلز فارغو وبنك أوف أميركا وباركليز ودويتشه بنك أن يأتي أول خفض لأسعار الفائدة بعد الصيف، في أواخر ديسمبر كانون الأول.

وكان نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون قال في أبريل نيسان الماضي «توقعاتي الأساسية لا تزال هي أن التضخم سوف ينخفض أكثر، مع بقاء سعر الفائدة ثابتاً عند مستواه الحالي، وأن سوق العمل ستظل قوية، مع استمرار إعادة التوازن بين الطلب والعرض في العمالة».

وأضاف «بالطبع، لا تزال التوقعات غير مؤكدة تماماً، وإذا كانت البيانات الواردة تشير إلى أن التضخم أكثر ثباتاً مما أتوقعه حالياً، فسيكون من المناسب الإبقاء على الموقف التقييدي الحالي للسياسة لفترة أطول».