خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لأسعار النفط في عام 2023 لتصل إلى 73 دولاراً للبرميل نهاية هذا العام.

وأتت هذه الخطوة من الصندوق بعد أيامٍ قليلة فقط من إعلان تحالف «أوبك+» خفض الإنتاج عالمياً ليصل التخفيض إلى 1.6 مليون برميل يومياً، ما دفع الكثير من المحللين إلى توقع ارتفاعاتٍ جديدة لأسعار النفط لتصل إلى 100 دولار للبرميل هذا العام، ما أدى كذلك لرفع أسعار النفط في الأسبوع نفسه إثر الخوف الذي عمّ في الأسواق على مستقبل القطاع.

وبحسب آخر تقرير لـ«أوبك»، ما زال تقدير نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2022 عند 2.5 مليون برميل في اليوم، دون تغيير على نطاق واسع عن تقييم الشهر الماضي، الأمر الذي -بحسب الخبراء- يؤكد احتمال ارتفاع الأسعار هذا العام.

هذه التصريحات المتضاربة من جهات مسؤولة حول أسعار النفط لهذا العام أربكت المشهد العام وخلطت الأوراق.

آراء الخبراء عن التوقعات المختلفة لأسعار النفط

وفي هذا الإطار، قال أومود شكري، الخبير في أسواق النفط والكاتب في منصة «الطاقة» لـ« CNN الاقتصادية»، إن للمنظمات والمحللين منهجيات وفرضيات مختلفة عند وضع توقعاتهم، والتي يمكن أن تسهم أيضاً في اختلاف وجهات النظر حول أسعار النفط.

وأضاف «قد تعتمد بعض المنظمات نهجاً قائماً على العرض والطلب يركز على عوامل مثل المخزونات والإنتاج والاستهلاك، بينما قد يستخدم البعض الآخر نهجاً اقتصادياً يعتمد على عوامل مثل النمو الاقتصادي العالمي والتضخم».

من جهته، قال خبير الطاقة أندريه كوفاتاريولـ«CNN الاقتصادية»

«إن صندوق النقد الدولي توقع تباطؤاً في النمو الاقتصادي، فالطلب على النفط قد ينخفض ​​مع ارتفاع الأسعار، ما يؤدي بعد ذلك إلى انخفاض الأسعار».

وأضاف أن «أوبك تتوقع أن الطلب سيبقى على مستوياته، وأن المجموعة ستكون قادرة على التعامل مع الأسعار المتزايدة»، لافتاً إلى أن العوامل التي يأخذها صندوق النقد وأوبك في الاعتبار قد تختلف عن بعضها بعضاً.

أما رئيسة شركة «كريستول للطاقة» كارول نخلة، فقد عزت الاختلاف إلى «تحفظ أكبر» تتميز به توقعات صندوق النقد الدولي.

وقالت إنه على الرغم من ذلك، «يبدو أن موقف صندوق النقد الدولي أكثر منطقية من توقعات المضاربين على الصعود في وول ستريت الذين توقعوا أن يصل سعر النفط إلى نحو 400 دولار العام الماضي، ثم مرة أخرى هذا العام، توقعوا عودة الطلب الصيني بقوة».

العوامل التي تحدد أسعار النفط

غالباً ما تكون هناك وجهات نظر مختلفة حول أسعار النفط، بسبب العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على العرض والطلب.

أحد العوامل المهمة التي يمكن أن تؤثر على الأسعار هو مستوى مخزونات النفط العالمية، فعندما تكون المخزونات منخفضة، يمكن أن يشير ذلك إلى سوق أكثر تشدداً ويؤدي إلى زيادة الأسعار، أما عندما ترتفع المخزونات فهذا قد يؤشر على وجود فائض وتؤثر على الأسعار.

ويمكن أن يؤثر على أسعار النفط عامل آخر هو مستوى الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك مثل الولايات المتحدة.

ففي السنوات الأخيرة، أصبحت الولايات المتحدة منتجاً رئيسياً للنفط بفضل تطوير النفط الصخري، ما يؤثر على مستوى إنتاج النفط الأمريكي على العرض والطلب العالمي على النفط، وبالتالي يؤثر على أسعار النفط.

كما يشكل الطلب من الصين والهند، وهما من أكبر اقتصادات العالم، عاملاً رئيسياً في تحديد الأسعار، ويشهد هذان البلدان نمواً اقتصادياً سريعاً ومن المتوقع أن تستمر في زيادة طلبها على النفط في السنوات القادمة.

ومن ثم فمن المهم مراعاة مجموعة من العوامل ووجهات النظر عند تحليل أسعار النفط والتنبؤ بها، لأن سوق النفط معقد وديناميكي.

ولهذا -وبحسب الخبراء- تبقى التوقعات لأسعار النفط متقلبة وغير واضحة إثر السيناريوهات العديدة التي يمكن أن تشهدها أسواق الطاقة العالمية فضلاً عن غموض آفاق الاقتصاد العالمي في الأشهر المقبلة.